الجائحة تجب البارحة//بقلم الأديب عمر بنحيدي
الجائحة تٓجُبُّ البارحة.
كانت عيوننا دامعة
أفكار سوداء أضحت شائعة
عن مناظر مؤلمة مفزعة
لطفولة في الشوارع ضائعة
هائمة عارية ، حافية ،جائعة
أرامل وعجزة على الأرصفة قابعة
لا عين رأتها ولا أذن لها سامعة
تستجدي المارة وهي راكعة
رحمةً من قلوبهم نابعة
تجود عليها بلقمة سائغة
فمن أحس بها و هي متوجعة؟
كأن بقلب البشر حجر
قٓلّٓ الأمان و الخوف انتشر
الكل أصبح يشعر بالخطر
واليوم مع كورونا
تغير حالنا
زال ذاك الإحساس
فاض الحب في الناس
صار الإنسان إنسان
تخلي عن كل عدوان
ينشر الحب و هو نشوان
يقابل السيئة بالإحسان
الشوارع صارت نظيفة
خالية إلا من جند الخليفة
معاملتهم للرعايا لطيفة
حنونة، عطوفة
برزت كم من قيمة
كانت قبلُ بلا قيمة
بل كانت شتيمة
شُفِيت قلوب سقيمة
أزهرت عقول عقيمة
وخرست الألسنة اللئيمة
الكل بالوطن يتغنى
بدينه يعنى
على أخيه صار أحنى
فرب ضارة نافعة
للشر دافعة
و للخير عاليا رافعة
رغم هول هذه الجائحة
فهي تٓجُبُّ نقائص البارحة
لنستغل هذه الفترة السانحة
لإصلاح إنسانيتنا وجعلها رابحة.
تعليقات
إرسال تعليق