الاستاذ الكاتب عبدالواحد كامل يكتب// رداء أسود...
رداء أسود كعتمة الليل في شهر يناير الجاحف ، لا أكاد أميز الوجوه والمخلوقات ، فقط أسمع دبيب أصوات تغدو وتعود ، وأصوات لا أفتئ أجزم أنها ليس غريبة حين تلامس سوالف ذاكرتي المغتربة ..
فجأة تطل حوراء لا أدري كيف قصت ستار الظلام الموحش ، نصف وجه ، يكفي غرابة المنظر دون إبهام الصورة الغير مكتملة ، تبدد الظلام رويدا رويدا إلى أن آذى بصري الذي ائتلف بساطة العيش في حجرة الماضي العتمة التي لم تري النور مذ سبع سنوات خلت ، أكاد أشتم تدفق هواء نقي إلى صدري ، أكاد أبصر الطريق رغم أنني معتصب العينين ، أخال نفسي أحلم ، لو لا أنها تقدمت خطوات نحوي ولم تتوقف ، ظننت أنها شبح ليلي ينوي اختراقي ليحبس نفسه هو الآخر مع ذاتي التي ما عادت تريد الخطو قدما من أجل الغد الذي لم تشرق شمسه ، فشمس دواخلنا ثابتة مكانها ونحن من نرتحل صوبها ..
لا زالت تتقدم ، تخطو بخطوات ثابتة كأنها تعلم غير جاهلة مقصدها الذي أمامها ، لازلت في شك حتمي بأنني في عالم غير العالم الواقعي الذي نصحو فيه بعد غفوة الظهيرة ، وسبات الليل ، وسهو التفكير أيضا ، تحدثتت ولازلت غير مصدق ، رغم أنني أجبتها ، استفقت من جمودي لحظة ملامستها يدي الباردة من أثر السكون ..
قالت مال هذه الحجرة مظلمة ، قلت لها أفضلها هكذا ..
بلا نوافذ بلا أبواب ، بلا أبوااب ؟!!!
فكيف دخلت إذن ؟
هذا ما حيرني ، وزاد غرابتي المنتحلة شرود الذهن مني ، كان لابد من تضحية أحدنا ، أن اخرج معها من حجرتي المظلمة ،أم تمكث معي فيها ، لكنني لا أحبذ الخروج للنور وأترك ظلمتي الجميلة ، ففيها مشاهد لا يراها غيري ، وصورة تتباذر إلي ذهني لا يمكن رؤيتها إلا في الظلام الذي تتضح فيه الصور المسافرة بين حياة وأخرى ، زائرتي المؤقتة ملت من سكون الحجرة وظلمتها وبرودة المكان ، فضلت المغادرة والخروج من حيت أتت ، وأنا فضلت حجرتي المظلمة و أشرطة الفيديو القديمة التي تقبع في قاع ذاكرتي التي شاخت ولم تمت ...
بقلم الكاتب:عبدالواحد كاملApdo
أعبق الشكر والتبجيل للأستاذ والصديق عبد الكريم أبو النور على هذه الإلتفاتة القيمة .
ردحذف