الاستاذ الكاتب عبدالواحد كامل يكتب// بني هلال..
بني هلال ..
لعلها استبشرت خيرا بشيء ما ، فلا أظنه أنا هه ، لأنني لست ذلك المخلص او ذاك التقي ولا حتى شخص يفرحه ماضيه أو يرضى عن حاضره ، فكيف تكون قطرات الندى هاته التي زخرت بها السماء عشية قدومي استبشارا بي ، وكذلك لست أول وافد ولا آخر عائد إلى موطنه ، ما علينا من هذا كله ..
لاشيء جميل ببني هلال سوى لياليها المقمرة ، لكن هذه الليلة حجب المزن ظهوره الخافت ، بمنتصف الليل همت بين النخيل التي ما بقي منها سوى أطلال هي الأخرى تبكي على ما فقدت من أخواتها بفعل عامل الجفاف والتصحر ، وكأن لعنة المدينة المدفومة تحت الرمال ، لا زالت تحلق في سماء أبناء اليمن النازحين أيضا ، وفجأة تبادرت إلى ذهني أفكار أكاد أقول عنها أبعد من أن تكون في عقل عاقل، الحضارة العربية اليمنية ، لا تمحى ولا تزول بأي شكل من الأشكال ، فلا ذو نواس محى حضارة اليمن حين أحرق أهلها في الأخذوذ ، ولا جبابرة ذاك الزمان من ملوك أطاحو بأهل اليمن ظلت اليمن قائمة رغم أنف الجميع ، إلا أن الله شاء لها أن تبقى لا محالة ، فمن ذلك لا أظن حضارة بني هلال زائلة أبدا وقطعا ، فلنخل أنها اضمحلت على إثر عامل الزمن وشيخوخة الهبل ،الذي شاع في كينونة الإنسان التي تتأثر لا محالة بمن حولها ، إلا أنني أرى نهوضها يوما ما من جديد على عاتق جيل سيأتي فيحترم أصول أسلافه السابقين ويمجدهم ، أظن أن عقيدة الدين ،أي دين كان متساوية مع عقيدة الأصل ، فلا أصل لمن نكر أصله ، فكما قيل ناكر الأصل لا أصل له ، والأصل عنوان وهوية ، قد تحملنا بقاع العالم شتى ،وإني لأجزم أن للمرء حنين من أعماق أعماقه لأصله ومنبع وجوده ، بني هلال يمنية ،وستبقى يمنية على صفحات التاريخ وعلى رقوق ذاكرة الكينونة التي لا زوال لذاكرتها ولو تم تحريفها بما رغبوا من تزوير ، عرجنا على بني هلال تاريخا فأخذتنا دون إذن إلى عواتقها ههه..
دعنا نعود إلى أصل حديثنا ،صمتها حكاية أخرى ، ونسيمها تفاصيل لن تسعني صفحات هذا العالم الوهمي لوصفه ، هذه فقط بني هلال الرديفة ، وما أدرانا ببني هلال الأصل ههه، عدنا من جديد فلا غنى عن السقوط في هوتها ما دمنا نحوم حولها ، دعوني أقول فيها شعرا :
لله ذر من تمنى وطنا ..
وحسب اليمن أن تنالها الأمانيا
ضحكو من رثائي وقالو
ما دهى العربي اليمانيا
لا العيب عيبهموا إذ ما فطنوا..
أن أصلي هويتي وعنوانيا
بل العيب عيبي فكم مرة ..
أدركت حقا أني أخطأت زمانيا .
بقلم :الكاتب عبدالواحد كامل
لعلها استبشرت خيرا بشيء ما ، فلا أظنه أنا هه ، لأنني لست ذلك المخلص او ذاك التقي ولا حتى شخص يفرحه ماضيه أو يرضى عن حاضره ، فكيف تكون قطرات الندى هاته التي زخرت بها السماء عشية قدومي استبشارا بي ، وكذلك لست أول وافد ولا آخر عائد إلى موطنه ، ما علينا من هذا كله ..
لاشيء جميل ببني هلال سوى لياليها المقمرة ، لكن هذه الليلة حجب المزن ظهوره الخافت ، بمنتصف الليل همت بين النخيل التي ما بقي منها سوى أطلال هي الأخرى تبكي على ما فقدت من أخواتها بفعل عامل الجفاف والتصحر ، وكأن لعنة المدينة المدفومة تحت الرمال ، لا زالت تحلق في سماء أبناء اليمن النازحين أيضا ، وفجأة تبادرت إلى ذهني أفكار أكاد أقول عنها أبعد من أن تكون في عقل عاقل، الحضارة العربية اليمنية ، لا تمحى ولا تزول بأي شكل من الأشكال ، فلا ذو نواس محى حضارة اليمن حين أحرق أهلها في الأخذوذ ، ولا جبابرة ذاك الزمان من ملوك أطاحو بأهل اليمن ظلت اليمن قائمة رغم أنف الجميع ، إلا أن الله شاء لها أن تبقى لا محالة ، فمن ذلك لا أظن حضارة بني هلال زائلة أبدا وقطعا ، فلنخل أنها اضمحلت على إثر عامل الزمن وشيخوخة الهبل ،الذي شاع في كينونة الإنسان التي تتأثر لا محالة بمن حولها ، إلا أنني أرى نهوضها يوما ما من جديد على عاتق جيل سيأتي فيحترم أصول أسلافه السابقين ويمجدهم ، أظن أن عقيدة الدين ،أي دين كان متساوية مع عقيدة الأصل ، فلا أصل لمن نكر أصله ، فكما قيل ناكر الأصل لا أصل له ، والأصل عنوان وهوية ، قد تحملنا بقاع العالم شتى ،وإني لأجزم أن للمرء حنين من أعماق أعماقه لأصله ومنبع وجوده ، بني هلال يمنية ،وستبقى يمنية على صفحات التاريخ وعلى رقوق ذاكرة الكينونة التي لا زوال لذاكرتها ولو تم تحريفها بما رغبوا من تزوير ، عرجنا على بني هلال تاريخا فأخذتنا دون إذن إلى عواتقها ههه..
دعنا نعود إلى أصل حديثنا ،صمتها حكاية أخرى ، ونسيمها تفاصيل لن تسعني صفحات هذا العالم الوهمي لوصفه ، هذه فقط بني هلال الرديفة ، وما أدرانا ببني هلال الأصل ههه، عدنا من جديد فلا غنى عن السقوط في هوتها ما دمنا نحوم حولها ، دعوني أقول فيها شعرا :
لله ذر من تمنى وطنا ..
وحسب اليمن أن تنالها الأمانيا
ضحكو من رثائي وقالو
ما دهى العربي اليمانيا
لا العيب عيبهموا إذ ما فطنوا..
أن أصلي هويتي وعنوانيا
بل العيب عيبي فكم مرة ..
أدركت حقا أني أخطأت زمانيا .
بقلم :الكاتب عبدالواحد كامل
تعليقات
إرسال تعليق